بقلوب يعتصرها الحزن، وعيون تفيض بالدمع، ودّعت كلية دار العلوم – جامعة أسوان – أحد أعلامها المؤسسين، وأركانها الأوائل، العالم الجليل، والأستاذ الأديب، الدكتور فريد عبد الظاهر سعيد.
لقد ترك فقيدنا الكبير أثرًا لا يُمحى في نفوس طلابه وزملائه، وسَنا علمه لا يزال يُضيء أروقة الكلية.
وفي وفائه، عبّر الطالب/عبدالرحمن أحمد عبدالعال– بالفرقة الأولى بالكلية، عن حزنه النبيل بهذه الأبيات البليغة التي نظمها رثاءً وتخليدًا لذكراه:
ضاق الفضاءُ بنــــا والدمعُ منسكِبُ
وكنتَ أنت لنا مـــن ضيقهِ الرَّحِــبُ
رماك من لو رمى لـــم يخطِ مطلبهُ
فأفجعَ القلبَ مــا لاقيتَ والكُـــرَبُ
لله نشكوا الذي نلقى فقد هُدمـــت
منابرُ العلمِ حتى استوحــش الأدبُ
كنتَ المُنيرَ لنا في كــــــــلِّ مُظلِمَةٍ
حتّى تَكَشَّفُ عــن أبصارنا الحُجُبُ
أنتَ الفريدُ فما جاراكَ من أحــــــدٍ
علمًا وقد أرقت مـــن فقدكَ الكتُبُ
علّمتَ جيلًا سيبقي ذكركم أبـــــدًا
في كلِّ رائعة لــــــــن تفنِها الحقبُ
وشدتَ دارًا بنورِ العلمِ قــد سمقت
فغار نجمُ السما وانزاحتِ السُّحُبُ
يا حسرةَ الدارِ لـــــم تهنأ بصاحبها
وشفّها الوجدُ فالجدرانُ تنتحِــــبُ
ربّاهُ فارحم عبيدًا كان ذا كـــــــرمٍ
فأنت أكرمُ يا من للرضــــــى تَهِبُ
واجعل لهُ في جنانِ الخلدِ متكــــأً
تحفُّهُ الحورُ والولـــــدانُ والقصَبُ